أي ضير في أن يحب المرء خطيبته بجنون؟ أن يقضي الساعات يحلم بتعبيرات وجهها و هي تضحك.. تقطب .. تهتم .. تحنو .. تتفلسف وأن يسهر الليل محاولا أن يفهم ما كانت تريد قوله حين أخبرته بكذا .. أو كذا ثم ذلك الشعور الممض الغريب .. محاولة استرجاع ملامح وجهها في ذهنك بلا جدوي كأنك لابد أن تراها لتتذكر وجهها! .. غريب . و الشعور الممض الآخر:الشعور بأنها ستنفذ الجنون المسعور الذي يعصف بإتزانك حين تدرك أنها في هذه اللحظات تضحك و تقول كلاما كثيرا ليس لك نصيب فيه ! كأن مخزونها من النضاره والرقة سينتهي بهذه الطريقه قبل الزواج .. عندئذ تنهض كالملسوع إلي الهاتف و تطلب الرقم الحبيب ... و تنتظر في لهفه أن تسمع صوتها ناعسا يسأل عما هنالك .. لو كنت تعرف أغنيه ستيفي واندر : ( لقد إتصلت لمجرد أن أقول لك أنني أحبك ) .. لو كنت تعرفها وقتها لأنشدتها عبر أسلاك الهاتف .. لكنك لم تكن تعرفها ..
نحن نقدّر أنفسنا ونرى أننا نستحق أن نُحَبْ. تلك هى الفكرة التى تؤرقنا منذ كنا فى المهد. عندما نكبر نخشى أن تكون فكرتنا عن أنفسنا خاطئة، ربما نحن غير جديرين بالحب، ربما نحن أقبح أو أسمج أو أغبى أو أضعف من أن نروق للآخرين، و هكذا يكون اللقاء الأول مرعبًا قدر ما هو ممتع. الاختبار الأول لك فى عينىّ من؟ فى عينىّ الإنسان الوحيد الذى يهمك فى الكون كله. ليت صوتى أجمل.. ليت أنفي أصغر.. ليت قامتي أطول.. ليتني.. ليتني شخص آخر!