زد على ذلك أن هذه الأحلام، إلى فصاحتها، كانت جميلة. لقد أغفل فرويد هذا الجانب في نظريته عن الأحلام. فالحلم ليس فقط بلاغاً (بلاغاً مرموزاً عند الاقتضاء) بل هو أيضاً نشاط جمالي ولعبة للخيال. وهذه اللعبة هي بحد ذاتها قيمة. فالحلم هو البرهان على أن التخيل وتصوّر ما ليس له وجود، هو إحدى الحاجات الأساسية للإنسان، وهنا يكمن أصل الخطر الخادع الكامن في الحلم. فلو أن الحلم ليس جميلاً، لأمكننا نسيانه بسهولة. لذلك، كانت تيريزا ترجع باستمرار إلى أحلامها وتعيدها في مخيلتها وتختلق منها أساطير. أمّا توماس فكان يعيش في كنف السحر المنوّم، سحر الجمال الأليم لأحلام تيريزا.