من أوجب الواجبات على الدولة أن تترك العلماء أحراراً في حكمهم على الأمور، أن تشعرهم باستقلالهم، لأنهم قادة الفكر، كما أن على العلماء أن يتمسكوا بهذا الاستقلال. فاستقلال العلم والعلماء شرط لابد منه لحياة العلم والفضيلة على حد سواء. وإذا ضاع استقلال العلم ضاع العلم وضاعت الفضيلة، بل وضاعت الأمة. وقد بقيت أوروبا ألف عام في ظلمات العصور الوسطى، لأن أمورهم كانت في أيدي قوم لا يؤمنون بالحق، ولا يؤمنون باستقلال العلم، فاضطهدوا العلماء، وحاربوا حرية الفكر، واتغمسوا في الجهالة محتمين وراء الجدل اللفظي الأجوف، فعم الظلم والضلال.